ج ١٠، ص : ٣٥٣
ـ وقوله تعالى :« وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ».
. هنا كلام محذوف، دل عليه السياق.. والتقدير :« وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ » فكان من رحمتنا أن نبعث في الناس رسولا، بعد هذا الزمن الطويل..
ـ وقوله تعالى :« وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ » ـ هو خطاب للنبى الكريم، صلوات اللّه وسلامه عليه، وأنه لم يكن مقيما في أهل مدين، حتى يعلم هذه الأخبار التي يقصها على قومه، فيما كان بين موسى وشعيب.
ـ وقوله تعالى :« تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا ».
. الضمير فى « عليهم » يراد به المشركون من قريش.. وهم وإن لم يجر لهم ذكر، فهم مذكورون بذكر الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه.. وجملة « تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا » صلة لموصول منادى أي يأمن تتلو عليهم آياتنا.. فالنبى ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ هو هنا في مقام الخطاب من ربه.. والخطاب يطوى في كيانه نداء خفيا، لا يجرى له ذكر في مقام القرب من ربه..
ـ وقوله تعالى :« وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ » أي ولكن هذا القصص الذي تقصه على قومك ـ أيها النبي ـ هو وحي أوحى إليك من ربك، الذي أرسلك هدى ورحمة، إذ كان من حكمتنا ورحمتنا أن نرسلك إلى الناس رسولا، على فترة من الرسل..
قوله تعالى :«وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ».
هو تأكيد لرسالة الرسول ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ وأنه إنما تلقى