ج ١٠، ص : ٤٠٤
وفرغوا لما هم فيه من متع الحياة.. فهؤلاء المشركون لهم يومهم الذي يوعدون، حيث يلقون ما يعلمه المؤمنون من سوء العذاب، الذي أعدّه اللّه للمشركين والمنافقين والكافرين.. إنهم لن يسبقوا يد القدرة المتمكنة منهم، وإنهم لن يفلتوا من بأس اللّه إذا جاءهم.. وإنهم إن ظنوا ذلك، فذلك الظن هو الذي يحملهم إلى الردى، ويسوقهم إلى الهلاك. « ساءَ ما يَحْكُمُونَ ».
قوله تعالى :« مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ».
هو دعوة للمؤمنين إلى ما أعد اللّه لهم من نعيم، وتطمين لقلوبهم بما وعدهم به من مغفرة ورضوان، فهم لهذا الوعد يعملون، وعلى رجاء لقاء ربهم يجاهدون، ويصبرون على ما يلقون من أذى وبلاء..
ـ وقوله تعالى :« فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ » توكيد لتحقيق وعد اللّه، وأنه آت لا شك فيه، ولكن في الوقت الموقوت له.. ولهذا جاء النظم بلفظ « أجل » بدلا من اللفظ الذي يقتضيه سياق النظم وهو « اللقاء ».
. وذلك للإشعار بأن هذا الوعد له أجل محدود، عند اللّه، وأنه متى جاء الأجل، التقى المؤمنون بما وعدهم اللّه به.
ـ وقوله تعالى :« وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » السميع لما يقول المؤمنون بألسنتهم، العليم بما انعقد في القلوب من إيمان، يصدّقه العمل..
قوله تعالى :« وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ».
وهذا البلاء الذي يحتمله المؤمنون، وهذا الجهاد الذي يجاهدونه فى