ج ١٠، ص : ٤١٢
الذي يدخلون به مدخل المؤمنين، فإن اللّه سبحانه وتعالى يعلم ما يسرون وما يعلنون.
والآية الكريمة إرهاص بما ستكشف عنه الأيام، من إيمان المؤمنين، ونفاق المنافقين، حين يبتلى المؤمنون بالجهاد في سبيل اللّه، ويدعون إلى تقديم أنفسهم وأموالهم دفاعا عن دينهم الذي دانوا للّه به..
فالآية مكية، ولكنها تشير إلى ما سيكتب اللّه للمؤمنين من نصر، وما يسوق إليهم من رزق كما يقول سبحانه :« وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ »..
وهذا من أنباء الغيب، التي حمل القرآن الكريم كثيرا منها..
قوله تعالى :« وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ ».
هو توكيد، لما سيلقى المؤمنون على طريق الجهاد من امتحان وابتلاء..
وأن هذا من شأنه أن يكشف عن حقيقة ما عند كلّ منهم من إيمان.. وعندئذ يعرف من المؤمنون، ومن المنافقون..
فالعلم هنا في قوله تعالى :« وَلَيَعْلَمَنَّ » ليس مرادا به العلم في حقيقته، وإنما المراد به ما يلزم عنه العلم، وهو الابتلاء والاختبار.. وهذا يعنى أن الابتلاء أمر لازم لا بد منه، قد أوجبه اللّه سبحانه وتعالى على نفسه، وأقام المؤمنين على الامتحان به!.
قوله تعالى :« وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ