ج ١٠، ص : ٤٢٠
قوله تعالى :« وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ».
فى الآية حكمان واقعان على الذين كفروا بآيات اللّه واليوم الآخر..
الحكم الأول : أنهم في يأس من رحمة اللّه.. إنهم لا يرجون رحمة اللّه، لأنهم لا يؤمنون به.. ولو كانوا يؤمنون باللّه لآمنوا باليوم الآخر، ولعملوا في هذه الدنيا أعمالا صالحة، يرجون بها رحمة اللّه، ويبتغون ثوابه..
والحكم الآخر : أن لهم في الآخرة عذابا أليما، إذ لم يكن لهم نصيب من رحمة اللّه.. لأنهم لم يرجوها ولم يعملوا لها.
قوله تعالى :« فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ » تجىء هذه الآية فتصل أحداث قصة إبراهيم، التي فصلت بينها الآيات السابقة، التي جاءت في سياق القصة ـ تجىء والنفوس متشوقة إلى متابعة أحداثها، والأبصار شاخصة إلى ما يطلع عليها من وجوه الأحداث المتوقعة، فكان ذلك القطع لمجريات الأحداث، أشبه بصدمة قوية، تتنبّه لها حواسّ الإنسان وتستيقظ لها مشاعره ومدركاته، لينظر ما ذا جرى، وما ذا هناك من أمر قطع تيار الأحداث التي تجرى فيها القصة.. وهنا تلقاه هذه الآيات التي تلفت الأنظار ـ فى قوة ـ إلى قدرة اللّه، وإلى ماله من تدبير وتصريف، فى هذا الوجود، وأنه سبحانه يبدأ الخلق ثم يعيده، وأنه يعذّب من يشاء ويغفر لمن يشاء،


الصفحة التالية
Icon