ج ١١، ص : ٤٨٤
ويمنحهم عونه وتأييده، فتمتلىء بالفرحة صدورهم، وتخفق بالرضا والسرور قلوبهم..
«يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ.. وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ».
. فالنصر بيد اللّه وحده، ليس لأحد شركة مع اللّه فيه، فهو العزيز ذو القوة والبأس، الرحيم الذي يوسع من رحمته لعباده المؤمنين، فيعزهم بعزته.
« وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ.. وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ».
« وَعْدَ اللَّهِ » مفعول به لفعل محذوف، تقديره : صدّقوا وعد اللّه، أو استيقنوا وعد اللّه. ونحو هذا.
وقوله تعالى :« وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ » أي لا يعلمون هذه الحقيقة، وهى أن اللّه لا يخلف وعده.. والمراد بأكثر الناس هنا هم المشركون والضالون، الذين لا يؤمنون باللّه.. فهؤلاء هم أكثرية الناس.. وهم لا يصدقون ما تتحدث به إليهم آيات اللّه، عن اللّه، لأنهم لا يقدرون اللّه حق قدرة، ولا يعلمون ما ينبغى أن يكون له سبحانه من صفات الكمال والجلال..
« يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ ».
هذا هو علم المشركين، والضالين المكذبين باللّه.. إن علمهم محصور فيما يتعلق بأمور الدنيا، وما هم فيه من لهو ومتاع بها..
وفي قوله تعالى :« ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا » ـ إشارة إلى أن العلم في ذاته مطلوب، لكل أمر يعالجه الإنسان.. وأن العلم ـ حيث كان ـ نور يهدى صاحبه، ويكشف له معالم الطريق إلى الخير والحق.. هذا إذا كان العلم قائما على نظر سليم، وإدراك صحيح، وإلا فهو سراب يخدع صاحبه، ويضله عن سواء السبيل..