ج ١١، ص : ٦٤٩
وقد كان للنبى صلى اللّه عليه وسلم متبنّى هو « زيد بن حارثة » الذي كان مولى للسيدة خديجة ـ رضى اللّه عنها ـ فلما تزوجها النبي، وهبته زيدا، ولما علم أبو « زيد » أن ابنه في يد النبي، جاء يطلبه ـ وكان قد أسره بعض العرب، وباعه، فوقع ليد السيدة خديجة، ثم ليد النبي ـ فخيّر النبي زيدا بين أن يلحق بأبيه أو يقيم معه، فاختار أن يقيم مع النبي، فأعتقه النبي، وألحقه به، فكان يدعى زيد بن محمد..
فلما نزلت الآية :« ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ » أصبح زيد يدعى زيد بن حارثة.. وهكذا تبع المسلمون النبي في هذا، وتخلوا عن نسبة أدعيائهم إليهم..
ـ وقوله تعالى :« ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ » ـ الإشارة « ذلكم » إلى الظّهار، وإلى التبني، وأن ذلك ليس من الحق في شىء، وإنما هو قول يقال، ولا مستند له، ولا حجة عليه..
ـ وفي قوله تعالى :« بِأَفْواهِكُمْ » ـ إشارة إلى أن الكلمة إذا لم تكن عن وعى وإدراك، ولم تقم على منطق وحجة ـ كانت لغوا، وهذرا، لا وزن له.
ـ وقوله تعالى :« وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ » يقوله سبحانه دائما.. فكل قول للّه، هو الحق المطلق..
ـ وقوله تعالى :« وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ » بكلماته، وآياته.. فمن استمع إليها، واستجاب لها هدى إلى صراط مستقيم.
قوله تعالى :«ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ