ج ١١، ص : ٦٥٤
ـ وقوله تعالى :« كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً ».
الإشارة « ذلك » إشارة إلى المعروف في قوله تعالى :« إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً ».
. فهذا المعروف هو مما دعا اللّه إليه، وحثّ المؤمنين عليه فى غير آية من آيات الكتاب..
قوله تعالى :« وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً ».
هو عطف حدث على حدث، وجمع شأن إلى شأن..
والحدث المعطوف عليه هوقوله تعالى :« وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ ».
والحدث المعطوف، هو ما بين الأنبياء من رحم، تجمعهم على ولاء بعضهم لبعض، ومناصرة بعضهم لبعض.. وأنه إذا كانت بين ذوى الأرحام، وشائج القربى، ولحمة الدم، فإن بين الأنبياء جامعة الإيمان باللّه، والدعوة إلى اللّه، والجهاد في سبيل اللّه، لإعلاء كلمة اللّه. فهم جميعا ـ المتقدمون والمتأخرون منهم ـ على طريق واحد، وفي مواجهة معركة واحدة، بين الإيمان والكفر والهدى والضلال.. وأن أي لبنة من لبنات الحق يضعها نبى من أنبياء اللّه على هذه الأرض هى دعم للحق، وإعلاء لصرحه.. ولهذا يقول الرسول الكريم :
« الأنبياء أبناء علّات « ١ ».
. أمهاتهم شتى ودينهم واحد »..
والميثاق الذي أخذه اللّه على النبيين، هو ما أشار إليه سبحانه وتعالى في
_________
(١) أبناء العلات : هم الأخوة لأب، من أمهات شتى.