ج ١١، ص : ٦٦١
هذا هو مجمل القصة لغزوة الأحزاب، أو الخندق كما تسمّى، والتي كانت الآية السابقة حديثا عن المقطع الأول منها..
قوله تعالى :« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً ».
هو صورة مجملة للقصة كلها.. فهناك جنود قد جاءوا إلى المسلمين، يريدون حربهم، والقضاء عليهم، فدفعهم اللّه عنهم، وتلقاهم بجنود من عنده..
وهذه نعمة من نعم اللّه على المؤمنين، تستوجب الشكر والحمد للّه رب العالمين..
ـ وفي قوله تعالى :« وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها » ـ إشارة إلى أن الريح التي أرسلها اللّه سبحانه على المشركين، هى جند من جند اللّه التي رآها المسلمون عيانا، ورأوا أفعالها في عسكر المشركين..
وهناك جنود أخرى لم يرها أحد، كانت تعمل في تلك المعركة، حتى أوقعت الهزيمة بالمشركين، فانقلبوا بشرّ منقلب..
وهذه الجنود غير المرئية كثيرة لا حصر لها.. « وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ » وقد يكون منها هذه المشاعر التي تسلطت على المشركين من الخوف والقلق، ومن سوء ظن بعضهم ببعض، وقد تكون وساوس وخواطر، تمشّى بها بعض العقلاء بين الجماعات المتحالفة، فأفسد ما بينهم.. وقد تكون ملائكة من ملائكة الرحمن جاءت مع الريح، فضاعفت من أفاعيلها، وبالغت فى آثارها..
وفي قوله تعالى :« وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً » ـ إشارة إلى ماللّه