ج ١١، ص : ٦٨١
« لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ.. فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ » (١٠٨ التوبة).
ـ وقوله تعالى :« فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ » : النحب : النذر المحكوم بوجوبه، يقال قضى فلان نحبه : أي وفي بنذره، والمراد به انقضاء الأجل..
أي من هؤلاء الرجال من مات، وهو على إيمانه الوثيق باللّه، وفي موقف الجهاد في سبيل اللّه، قد وفى بما نذره اللّه، وعاهد اللّه عليه.
ـ وقوله تعالى :« وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ » أي من ينتظر قضاء اللّه فيه، موتا، أو استشهادا في ميدان القتال، فهو على ترقب وانتظار لليوم الذي تتاح له فيه الفرصة للوفاء بنذره وعهده.
ـ وفي قوله تعالى :« يَنْتَظِرُ » إشارة إلى أن المؤمن الصادق الإيمان، ينتظر لقاء ربّه، وهو في شوق إلى هذا اللقاء، يعدّ له اللحظات، ويستطيل أيام الحياة الدنيا، فى طريقه إلى ربه.. شأن من ينتظر أمرا محبوبا هو على موعد معه..
ـ وقوله تعالى :« وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ».
. إشارة إلى أن إيمانهم باللّه، ويقينهم بلقائه لم يزايل مكانه من قلوبهم لحظة، ولم ينحرف عن موضعه أي انحراف.. فهم على حال واحدة من أمر ربّهم، ومن الثقة بما وعدهم اللّه على يد رسوله.. على حين أن كثيرا ممن كان معهم ممن أسلموا ولم يدخل الإيمان في قلوبهم، قد بدّلوا مواقفهم، وكثرت تحركاتهم بين الإيمان والكفر...
قوله تعالى :« لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ».


الصفحة التالية
Icon