ج ١١، ص : ٧٠٨
ـ « إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً ».
. ومن لطف اللّه وخبرته يقبس عباد اللّه المقربون، المكرمون..
قوله تعالى :« إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً »..
كانت الآيات السابقة دعوة لنساء النبي من اللّه سبحانه وتعالى، إلى ما يحفظ عليهن مقامهن الكريم عند اللّه، ومنزلتهن العالية في نفوس المسلمين..
وقد وعدهن اللّه سبحانه وتعالى على ذلك أجرا عظيما..
ورحمة اللّه الواسعة وفضله العظيم، يسعان الوجود كله، وينالان البرّ والفاجر من عباده.. فكيف بالمؤمنين الذين استجابوا اللّه، وأخلصوا دينهم وولاءهم له ؟ إن لهم مزيدا من الرحمة، وأضعافا مضاعفة من الفضل والإحسان..
وفي الآية الكريمة تسوية بين الرجل والمرأة في مقام التكليف والجزاء..
وهذا ما يجعل للمرأة وجودها الكامل مع الرجل، إذا ارتبطا برباط الزوجية..
وإلا فإن أي حيف يدخل على وجودها ـ بحكم الشريعة ـ يحلها من الالتزام بأحكام هذه الشريعة وآدابها، إذ كانت ـ والأمر كذلك ـ غير ـ مالكة أمرها على الوجه الذي تحقق فيه ذاتيتها، وتحرر فيه إرادتها، وتمضى به مشيتها.. وهذا يؤيد ما ذهبنا إليه في تفسير قوله تعالى :« يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها.. الآية ».


الصفحة التالية
Icon