ج ١١، ص : ٧٢٥
وقوله تعالى :« وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ».
. هو تعقيب على قوله تعالى :« ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ ».
. أي أن ما فرض اللّه للنبى، هو قدر من قدر اللّه، وأنه لا بد أن ينفذ هذا القدر كما قدّره اللّه، وإذن فليوطّن النبي نفسه على ذلك، وليمض لما أراد اللّه له.
قوله تعالى :« الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ.. وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً ».
. هو بدل من قوله تعالى :« الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ »..
فالذين خلوا من قبل، هم أولئك الذين يبلغون رسالات اللّه كما بلّغهم اللّه إياها، دون التفات إلى أحد، ودون نظر إلى ما يكون من الناس إزاء هذه الرسالات المبلغة إليهم، من استجابة لها أو إعراض عنها.. إنهم يبلغون رسالات اللّه على وجهها، ولا يعملون حسابا لما يلقاهم به السفهاء والجهال من لوم، أو سفه، وإنما همهم كلّه هو حسابهم عند اللّه، وما يكون لهم من جزاء..
« وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً » فهو سبحانه وحده الذي يخشى حسابه، ويرجى ثوابه..
قوله تعالى :« ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ».
هو تقرير لهذه الحقيقة الواقعة، التي تدفع كل باطل، وتفضح كل زيف، وهى أن محمدا ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ لم يكن أبا لأحد، أبوة نسب.. فقد كان له صلوات اللّه وسلامه عليه ـ أولاد، ولكن هؤلاء الأولاد ماتوا صغارا، ولم يبلغ أحد منهم مبلغ الرجال... وزيد بن حارثة هذا، الذي بلغ مبلغ الرجال، وتزوج، وهو في هذا النسب الذي أضيف به


الصفحة التالية
Icon