ج ١١، ص : ٧٩٠ والجواب : جمع جابية وهى حوض كبير يجتمع فيه الماء، ومنه جبيت الخراج، أي جمعته، « وقدور راسيات » : القدور جمع قدر، وهو ما يطبخ فيه الطعام، وينضج على النار « وراسيات » أي ثابتات كالجبال، لا تنتقل لضخامتها.
وفى وصف الجفان بهذه الضخامة والاتساع، ووصف القدور بهذه الأحجام العظيمة ـ دليل على سعة ملك سليمان، وما بسط اللّه له من رزق، حتى ليطعم على مائدته هذه الأعداد الكثيرة من الناس، التي أعدت لها تلك الأوانى والأدوات، لتهيئة الطعام لها..
وقوله تعالى :« اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً ».
. أي اعملوا عملا، تقدمونه شكرا للّه، بما أسبغ عليكم من نعم، وما أضفى عليكم من إحسان..
فالشكر المطلوب هنا من آل داود، هو شكر بالعمل، بعد شكرهم باللسان، كما جاء ذلك فى قوله تعالى :« يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ ».
. وهذا ما يشير إلى أن هذه الجفان التي كالجواب، وتلك القدور الراسيات كالجبال، إنما كانت لإطعام الفقراء والمساكين، وأن قوله تعالى :« اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً » هو حثّ لهم على الاستزادة من هذا الإحسان، الذي قبله اللّه منهم، ورضيه لهم..
وقوله تعالى :« وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ » هو تحريض لآل داود على أن يستزيدوا من شكر اللّه بهذا الذي يعملونه، وأنه إذا كان فى الناس كثير من الشاكرين للّه، فإن قليلا منهم من يستحق وصف الشكور.. فتلك منزلة عالية فى مقام الإحسان، وآل داود أولى بهم أن يبلغوها، ويصبحوا من أهلها.
وهنا ملحظ لا بد منه، وهو أن اللّه سبحانه وتعالى قد كان من نعمه على سليمان أن سخر له الجن لتعمل له فيما تعمل ـ « تماثيل » منحوتة من صخر، أو منجورة من خشب، أو مصبوبة من حديد ونحاس.. وهذا يعنى أن صناعة