ج ١١، ص : ٨٠٥
نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ »
(٥٧ : القصص)..
إنهم إذ ينظرون إلى أهل سبأ، وإلى ما حلّ بهم، وإلى هذا الخراب الشامل الذي يطلّ عليهم من مساكنهم التي يمرون بها فى رحلة الشتاء ـ ليجدون فى هذا الحديث إشارة إليهم، وتعريضا بهم، وتهديدا لهم، أن يحلّ بهم ما حل بإخوان لهم من قبل..
ولهذا جاءت آيات اللّه، تلقاهم، وهم متلبسون بتلك المشاعر، التي دخلت عليهم من هذا الحديث عن سبأ وأهلها..
وفى قوله تعالى :« قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ.. لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ »..
فى هذا استدعاء للمشركين ـ وهم مشغولون بآلهتهم تلك عن اللّه ـ أن يستعينوا بمعبوداتهم هذه، وأن يستنجدوا بها، لتدفع عنهم بأس اللّه الذي يوشك أن يحلّ بهم، كما حل بأهل سبأ..
وها هم أولاء، ينظرون إلى معبوداتهم نظرا مجدّدا، إثر هذه الدعوة..
فماذا رأو منهما ؟ إنهم لم يجدوا إلا أشباحا هامدة لا يجىء منها شىء أبدا..
من خير أو شر. « لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ ».
هذا ما ينطق به الواقع، وما يتحدث به إليهم لسان الحال عن آلهتهم..
«وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ ».
. أي أنه ليس لهذه الآلهة ملك خالص مما فى السموات والأرض، ولو كان مثقال ذرة، كما أنه ليس لهم ـ ولو على سبيل الشركة ـ ما يعدل مثقال ذرة أيضا! وكما أنهم لا يملكون شيئا مما