ج ١١، ص : ٨٣١
وبتزكية أنفسهم، وتطهيرها من خبائث الكفر والضلال.. أما بسط الرزق وقبضه فهو ابتلاء من اللّه، فيبتلى سبحانه من يشاء بالبسط، ويبتلى من شاء بالقبض، مؤمنا كان أو كافرا، محسنا أو مسيئا.. « وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ »..
قوله تعالى :«وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ.. »
هو ردّ آخر على ادعاء هؤلاء المترفين، بأن أموالهم وأولادهم هى التي تقربهم من اللّه، وتدنيهم من مرضاته.. وكلّا فإن الأموال والأولاد لا تقرب من اللّه إلا بقدر ما يكون لأصحاب الأموال والأولاد من إيمان باللّه، وإحسان فى العمل.. فهؤلاء حقا لهم جزاء الضعف، أي جزاء مضاعفا، بما نعموا به فى الدنيا من جاء وسلطان، وبما قدموا للآخرة من عمل صالح يلقونه عند اللّه، فيجزون به الجزاء الأوفى، فى جنات النعيم..
قوله تعالى :« وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِك َ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ »
أي والذين يتخذون من أموالهم وأولادهم وجاههم وسلطانهم، أسلحة يحاربون بها اللّه، ويسعون لإعجاز الناس عن أن يتصلوا بآياته، أو لآيات اللّه أن تتصل بالناس.. « فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ » أي يجاء بهم من حيث كانوا إلى حيث يلقون فى جهنم، ويصلون العذاب الأليم فيها.
قوله تعالى :« قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ.. وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ »