ج ١١، ص : ٨٦٤
«لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ » (٤٠ : يس) ـ قوله تعالى :« ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ.. لَهُ الْمُلْكُ » أي ذلك الذي أقام الوجود على هذا النظام، واستولى بسلطانه على كل شىء فيه ـ هو الرب، الخالق الذي لا رب سواه ولا خالق غيره.. فمن ابتغى ربّا غيره فقد ضل، ومن عبد معبودا سواه فقد هلك.. ذلك هو ربّ العالمين ـ له الملك، وله الخلق والأمر..
ـ قوله تعالى :« وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ » القطمير : هو القشرة الرقيقة التي تكون غلافا للنواة فى داخل الثمرة..
أمّا الذين يعبدهم المشركون من أرباب، فإنهم لا يملكون مثقال ذرة فى السموات ولا فى الأرض.. ما يملكون جميعا قشرة من نواة.. فما أضلّ من يلتمس العزّة، ويرجو الخير ممن لا يملك شيئا..
قوله تعالى :« إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ».
أي أن هؤلاء المعبودين الذين اتخذهم المشركون أربابا لهم من دون اللّه، إن يدعهم عابدوهم إلى أي أمر، ولأية حاجة ـ لا يسمعوا دعاءهم.. لأنهم أحجار صمّاء، ودمى خرساء.. « وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ » أي لو قدّر لهم أن يسمعوا ـ فرضا ـ أو كان فيهم من يسمع ـ فعلا ـ كالملائكة والجنّ، وغيرهم ممن يعبدهم المشركون ـ ما استجابوا لهم، وما أسعفوهم بما يطلبون منهم.. إنهم يطلبون شيئا ممن لا يملك شيئا.. وفاقد الشيء لا يعطيه..
وقوله تعالى :« وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ».
. وأكثر من هذا


الصفحة التالية
Icon