ج ١١، ص : ٨٩٣
ينقطع.. ولا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها، فهم أحياء فى عذاب أليم دائم.. وإنها لحياة، يتمنى أصحابها الموت ولا يجدونه، كما يقول اللّه تعالى :« الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى » (١٢ ـ ١٣ الأعلى) وهذا ما يشير إليه المتنبي بقوله :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا
وقوله تعالى :« كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ » أي بمثل هذا الجزاء من العذاب الأليم، وتلك الحياة المشئومة النكدة، نجزى كل كفور، أي شديد الكفر، غليظ الضلال.
قوله تعالى :« وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ ؟ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ».
الاصطراخ : التنادى بطلب الغوث من أمر مفظع.. والصارخ هو من يستصرخ غيره، ويدعوه إلى نجدته.. كما يقول الشاعر..
إنا إذا ما أتانا صارخ فزع كان الصراخ له قرع الظنابيب
فهذه حال أهل النار.. صراخ، واستصراخ لطلب الغوث والنجدة..
يقولون :« رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ».
. ولا يلقون لهذا الاستصراخ إلا الردع والزجر.. « اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ » (١٠٨ : المؤمنون)..