ج ١١، ص : ٨٩٧
« قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ » ؟
أي أنظرتم فى وجه هؤلاء الشركاء الذين تعبدونهم من دون اللّه ؟
وهل عرفتم ما هم عليه ؟.
ـ « ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ ؟ » أي أخلقوا شيئا مما ترون على هذه الأرض من مخلوقات ؟ هل خلقوا ذبابة ؟
ـ « أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ؟ » وإذا لم يكونوا قد خلقوا شيئا مما هو على الأرض، فهل لهم شىء مما فى السموات ؟ ذلك بعيد.. فإن من عجز عن أن يخلق أدنى المخلوقات فى الأرض، لهو أعجز من أن يكون له أي شىء فى السموات..
ـ « أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ ».
سؤال إلى المشركين عن ذات أنفسهم هم.. وهو أنهم إذا لم يجدوا لهذا الذي سئلوا عنه فى شأن آلهتهم، جوابا يقبله العقل، بأن لهم شيئا فى هذا الوجود فى أرضه وسماواته ـ إذا لم يجدوا فى أنفسهم ما يحدّث عن آلهتهم تلك بأن لها شيئا أو شأنا فى الملك ـ فهل أخذوا هذا الذي أضافوه إلى آلهتهم عن كتاب من عند اللّه، فهم لهذا على بينة وعلم فى شأن آلهتهم، مما علموه من هذا الكتاب ؟ ذلك ما لم يكن!.
فإذا كان العقل يأبى أن يضيف إلى آلهتهم شيئا، أو يجعل لهم شأنا فى هذا الوجود، وإذا لم يكن بأيدى هؤلاء المشركين كتاب من عند اللّه، أقامهم على هذا الرأى السقيم الباطل الذي رأوه فى آلهتهم، فلم يبق إذن شىء يصل بين هؤلاء المشركين وآلهتهم، إلا ما تلقوه من ضلالات الضالين وأهواء ذوى الأهواء منهم.. « بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً »..
إن هذا الذي هم فيه من ضلال مع هذه المعبودات التي يعبدونها، هو من