ج ١١، ص : ٩٠٢
للمشركين من بأس اللّه، وقد ساروا مسيرة الهالكين من قبلهم ؟ إنهم هالكون لا محالة.. إن اللّه يعلم ما هم عليه، لا تخفى عليه ـ سبحانه ـ خافية من أمرهم، وهو قادر على إهلاكهم..
ولقد أتوا الجرم الذي يوجب الهلاك، وهم فى قبضة اللّه. وعلمه يكشف عن كل ما اقترفوا.. ولم يبق إلا إمضاء العقوبة فيهم.. فلينظروا، وسيرون عاقبة أمرهم!.
قوله تعالى :« وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً »..
هو جواب على سؤال يقع فى نفوس المشركين، عند سماعهم التهديد الذي حملته إليهم الآية السابقة، وهو : أين هو العذاب الذي نهدّد به ؟..
فكان قوله تعالى :« وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ » ـ جوابا على مثل هذا السؤال.. وهو أن اللّه سبحانه لو يؤاخذ الناس فى الدنيا بذنوب المذنبين منهم، وما يحاربون به اللّه سبحانه، من كفر، وإلحاد، ومجاهرة بالمعاصي ـ لو يؤاخذهم بهذا، ما ترك على ظهر هذه الأرض، من دابة.. فإن ذنوب المذنبين ـ لجسامتها، وشناعتها ـ لا يغسل دنسها ورجسها إلا طوفان من العذاب، يأتى على كل حياة قائمة على هذه الأرض..
«وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى » أي لكن يؤخر حساب الناس إلى أجل مسمى، وهو يوم القيامة..