ج ١٢، ص : ١٠٠١
قوله تعالى :« وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ »..
أي أن اللّه خلقكم وخلق الذي تعملون من أصنام وغيرها..
كيف تعبدون ما تنحتون بأيديكم ؟ أليس هذا الذي تنحتونه هو من مخلوقات اللّه ؟.
إن هذه الأصنام التي تخلقونها بأيديكم هى من مادة خلقها اللّه قبل أن تخلقوها.. فكيف تعبدون ما تخلقون ؟ أيعبد الخالق ما خلق ؟ هذا وضع مقلوب!.
هذا، وقد كثر الخلاف فى تأويل هذه الآية بين المعتزلة والجبرية، وأهل السنة، على اعتبار أن « ما » هنا مصدرية، وعلى هذا يكون المعنى أن اللّه خلقهم، وخلق أعمالهم..
وقد ترتب على هذا أن قال الجبرية ـ إن اللّه خالق أفعال العباد، واللّه سبحانه لا يخلق القبيح، وعلى هذا فالأفعال كلّها حسنة، ليس فيها قبيح..
وتعددت فى هذا مذاهبهم، واختلفت مقولاتهم..
وقد أنكر المعتزلة هذا التأويل للآية، واعتبروا « ما » موصولة لا مصدرية، وقالوا إن العبد خالق أفعاله، الحسن منها والقبيح.. ففى الأفعال الحسن والقبيح، ومن ينكر هذا فإنما يكابر فى بدهيات الأمور..
وقال « الأشعري » ـ من أهل السنة، وممثل رأيهم هنا : إن العبد مكتسب أفعاله، واللّه خالقها!!..
وهذه قضية استنفدت جهد العلماء.. وليس هنا مجال عرضها، وقد