ج ١٢، ص : ١٠٠٧
كلام مستأنف، وما بعده معطوف عليه.. أو أن الجواب هوقوله تعالى :« وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا » وأن « الواو » زائدة!! قوله تعالى :« إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ » هو تعقيب على هذا الحدث العظيم، وعلى هذا الامتحان الذي امتحن اللّه به عبدين من عباده المؤمنين..
وفى هذا التعقيب تنويه من اللّه سبحانه وتعالى بهذين النبيين الكريمين، وبوثاقة إيمانهما، وأنهما كانا أهلا لهذا الامتحان العظيم..
قوله تعالى :« وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ » الفداء : هو افتداء شىء بشىء، وإحلاله محلّه فى مقام البذل، والإحسان..
وفى هذا يقول النابغة الذبياني
مهلا فداء لك الأقوام كلهم وما أثمّر من مال ومن ولد
والذبح : ما يذبح من الحيوان..
ومن الجزاء الحسن الذي جازى اللّه به إبراهيم، أنه سبحانه تقبل قربانه إلى اللّه بولده، دون أن يصاب هذا الولد بسوء.. ثم ضاعف هذا الإحسان بعد أن تولى سبحانه فداء هذا الولد بهذا الذبح العظيم الذي قدمه لإبراهيم.. فإبراهيم أراد أن يقدم قربانا للّه، فقدم اللّه سبحانه له قربانا من فضله وإحسانه. وهذا ما يشير إليه وصف الذبح بأنه عظيم.. لأنه مقدّم من عند اللّه الذي تقدم إليه القربات!! فما أعظم هذا الإحسان، وما أكرم هذا العطاء، الذي لا يستقلّ بحمده الوجود كله!