ج ١٢، ص : ١٠١٠
لهذين النبيين، وعمن ولد لذريتهما، وذرية ذريتهما.. إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها..
وهذا ما لا يدخل على حكمة اللّه، فيما قضى به فى عباده من ابتلاء.
ليميز اللّه الخبيث من الطيب.
وهكذا خرج إبراهيم من هذا الابتلاء بهذا الفيض الغدق من فضل اللّه وإحسانه..
فأولا : حفظ اللّه سبحانه له ابنه، وعافاه من الذبح.. :« يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا »..
وثانيا : قدم اللّه سبحانه له قربانا.. :« وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ »..
وثالثا : أبقى اللّه سبحانه له ذكرا حسنا، فى المؤمنين إلى يوم الدين :
« وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ »..
ورابعا : جعل اللّه سبحانه الدعاء له بالصلاة والسلام، قربانا يتقرب به المؤمنون إلى اللّه :« سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ ».
وخامسا : وهب اللّه سبحانه وتعالى له ولدا آخر إلى هذا الولد الذي لم يكن له غيره :« وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ».
وسادسا : بارك اللّه سبحانه على إبراهيم، وبارك على إسحق تكريما لأبيه وإحسانا إليه..
[من الذبيح ؟ إسماعيل أم إسحاق ؟ ]
وهنا أمر نحب أن نقف عنده، وهو : من الذبيح ؟ إسماعيل.. أم إسحق ؟ وهو أمر ما كان يجوز أن نثير حوله جدلا، إذ كان ـ فى


الصفحة التالية
Icon