ج ١٢، ص : ١٠٢٦
التفسير :
قوله تعالى :«وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ » الظرف « إذ » هو قيد لنجاة لوط وأهله بسبب أنه كان من المرسلين، الذين اختارهم اللّه لحمل اللّه رسالته إلى عباده، فدخل بهذا فى الحكم الذي تضمنه قوله تعالى :« إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ » (٥١ : غافر).
وقوله تعالى :« إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ » ـ إشارة إلى امرأة لوط، التي كانت من الضالين، الذين لم يستجيبوا لدعوته، فأهلكها اللّه فيمن أهلك من قوم لوط، وقد ضربها اللّه سبحانه وتعالى مثلا لنبتة السوء تنبت فى الأرض الطيّبة، فقال تعالى فيها وفى امرأة نوح :« ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ » (١٠ : التحريم).
والعابرون : هم من عبروا، وهلكوا، وعلتهم غيرة التراب. وقوله تعالى :« ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ »
ـ إشارة إلى قوم لوط الذين أهلكهم اللّه، بعد أن نجّى لوطا وأهله، إلا امرأته، التي هلكت مع الهالكين


الصفحة التالية
Icon