ج ١٢، ص : ١٠٣٠
أما وقد نجا يونس من الموت فى بطن الحوت.. فهل لو لم يسبح أكان ينجو ؟..
والجواب هنا هو : إنّ فرض عدم التسبيح أمر مستحيل، ما دامت النجاة قد تمت، وما دامت النجاة مشروطة بالتسبيح.. وفى الأصول الفقهية : أن ما لا يتم الواجب إلّا به فهو واجب!.
وقد سئل النبي صلى اللّه عليه وسلم : ما أدوية نتداوى بها.. أتردّ من قدر اللّه شيئا ؟.
فقال ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ :« هى من قدر اللّه.. » !
فالقدر ليس حكما مستقلا بذاته، منعزلا عن أحداث الوجود.. بل إن كل قدر هو مقدور لأقدار سابقة، كما أنه ـ وهو مقدور ـ هو قدر لأقدار لاحقة..
قوله تعالى :« فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ».
نبذناه. أي طرحناه، ونبذ الشيء : لفظه وطرحه..
والعراء : الخلاء..
واليقطين : اختلف فيه.. أهو الدّباء، أي القرع، أم الطّلح، وهو الموز.. ؟
وفى قوله تعالى :« فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ » ـ إشارة إلى أن يونس عليه السلام، ما يزال واقعا تحت اللائمة من ربه سبحانه وتعالى، وأنه لم ينل الرضا بعد،


الصفحة التالية
Icon