ج ١٢، ص : ١٠٣٨
ـ سبحانه ـ الولد، والولد لا يكون إلا من زواج، ولا يكون زواج إلا بين متناسبين، متقاربين فى الصورة، والطبيعة..
وهذا العالم الخفي، الذي يرهبه المشركون، ويتخذون منه أربابا يعبدونها من دون اللّه، لاعتقادهم ـ الفاسد ـ أن بينهم وبين اللّه قرابة ونسبا ـ هذا العالم يعلمون أنهم محضرون بين يدى اللّه، ومحاسبون على ما كان منهم..
إنهم خلق اللّه، ولن يخرجوا عن سلطان اللّه.. فسبحان اللّه، وتنزيها له عما يصفه به هؤلاء المشركون، ذلك الوصف الذي يسوون فيه بين الخالق والمخلوق!..
والمراد بالجنة هنا، هم الشياطين.. وإحضارهم، هو للحساب، والجزاء..
وقوله تعالى :« إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ » هو استثناء من قوله تعالى :« لَمُحْضَرُونَ »..
أي أن هذا العالم الخفي، يعلم أنه معبود للّه، وأنه محاسب بين يديه، وأنهم سيلقون العذاب الأليم، إلا عباد اللّه المخلصين منهم، وهم الملائكة..
فإنهم ـ وإن كانوا من الجنة، أي العالم الخفي ـ عباد مخلصون، أي ممحّضون للخير، مفطورون على الطاعة، لا يقع منهم مالا يرضاه الخالق، جلّ وعلا..
والجنة : جمع جن.. وهم المخلوقات غير المنظورة من ملائكة، وجن..
وأصله من الخفاء وعدم الظهور، ومنه الجنبن، الذي فى رحم الأم، ومنه الجنون، لأنه يستر العقل ويغطى عليه، ومنه المجنّ، وهو الترس، الذي يستر به المحارب مواطن القتل منه، عن عدوه..