ج ١٢، ص : ١٠٤٢
فى هذه الآيات تهديد للكافرين، وإنذار لهم بهذا الوعد الكريم، الذي وعد اللّه به رسله بالنصر والغلب..
فهذا الصراع الدائر بينهم وبين النبي ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ سينتهى آخر الأمر بنصر اللّه للنبى وللمؤمنين معه، على هؤلاء المشركين..
فتلك سنة اللّه فيما بين الرسل وأقوامهم.. وكلمة اللّه التي سبقت، هى ما أشار إليه سبحانه فى قوله :« كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ » (٢١ : المجادلة).
وفى قوله تعالى : َ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ »
ـ إشارة إلى أن المؤمنين هم جند اللّه، وان اللّه لن يتخلّى عن جنده الذين يقاتلون فى سبيله، ويدافعون عن دينه، وما نزل من الحق..
قوله تعالى :« فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ».
هو دعوة إلى النبي من ربه سبحانه، أن يدع هؤلاء المشركين وما هم فيه من شرك، وذلك إلى وقت قريب، سيلقاهم فيه، وسيرون تحقيق هذا الوعد الذي وعد اللّه رسله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه..
وفى قوله تعالى :« وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ » وعيد للمشركين بما ينتظرهم من مصير مشئوم، يرونه بأعينهم فيما يصابون به فى أنفسهم، يوم يلتقى الجمعان، يوم بدر..
وفي حذف المفعول فى « يبصرون » إشارة إلى أن هذا الذي سيبصرونه، هو مما سيطلع عليهم من عالم الغيب، من حيث لا يقدّرون، ولا يتوقعون..