ج ١٢، ص : ١٠٤٧
بعضها بثلاثة أحرف، مثل « الم » و« الر »، وبعضها بأربعة مثل « المر » وبعضها بخمسة مثل :« كهيعص » و(حم عسق)..
والملاحظ أن هذه السور الثلاث التي بدئت بحرف واحد، قد جعل الحرف اسما لها، وإن كان غلب على سورة « ق » اسم القلم، وكذلك الشأن فيما بدىء بحرفين، وهما « طه » و« يس ».
. أما السور الأخرى التي بدئت بأكثر من حرفين فلم تكن الحروف التي بدئت بها، علما عليها.. ولعل فى هذا ما يشير إلى أن هذه الحروف ليست حروفا بالمعنى المفهوم لها فى النحو، وإنما هى أسماء، ذات دلالات، وأن الحرف هنا قد صار اسما على السورة، وعلما عليها..
وعلى هذا يصح أن يكون « ص » ـ واللّه أعلم ـ اسما مقسما به، ويكون « وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ » معطوفا عليه، فيكون المقسم به هو (ص)، والقرآن معا..
وإذ كان قوله تعالى :« وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ » معطوفا على مقسم به وهو « ص » ـ كان « ص » ذا شأن جليل، وجلال عظيم، كشأن القرآن وجلال القرآن..
والقرآن الكريم، هو كلام اللّه، وكلام اللّه صفة من صفات اللّه، وصفات اللّه هى ذات اللّه.
وإذن فيكون القول بأن « ص » هو اسم من أسماء اللّه، أو صفة من صفاته، قولا له مفهوم على هذا الاعتبار..
ويصح أن يكون « ص » ـ واللّه أعلم ـ إشارة مجملة إلى ما استقبل به النبىّ والمؤمنون قوله تعالى فى آخر الصافات :« سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ »
أي سبّحنا بحمدك ربّنا وحقّ ص والقرآن ذى الذكر، الذي آمنا به..