ج ١٢، ص : ١٠٥٧
وفى عطف « عاد » على فاعل الفعل « كذبت » وهو « قوم » ـ إشارة إلى أن المكذّبين هم « عاد » لا قوم عاد، إذ كانت نسبة الأقوام هنا إلى أنبيائهم.. وعاد ليس نبيا.. وكذلك الشأن فى « ثمود » وأصحاب الأيكة..
أما عطف « فرعون » على عاد، فلأنه :
أولا : ليس نبيا، حتى يضاف القوم إليه فى هذا المقام، ثم إن قوم فرعون، ليسوا من قوم النبىّ موسى، حتى يضافوا إليه..
وثانيا : لو أضيف القوم إلى فرعون، لأشعر هذا بأنه غير داخل معهم فى التكذيب.. وهذا غير مراد..
وثالثا : تسليط فعل التكذيب على فرعون، يشعر بأنه كان هو الكيان المكذّب، الذي احتوى قومه جميعا فى كيانه هذا..
وقوله تعالى :« أُولئِكَ الْأَحْزابُ ».
. الإشارة إلى هؤلاء المكذبين الذين ذكرتهم الآيتان السابقتان.. وأنهم الأحزاب الذين جاء ذكرهم فى قوله تعالى :«جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ » ـ أي فهؤلاء المشركون من قريش، هم جماعة من تلك الجماعات، وهم من أحزابهم التي اجتمعت على الكفر والضلال، وعلى التكذيب برسل اللّه.. وهؤلاء جميعا ـ ومنهم هؤلاء المشركون ـ محكوم عليهم بالهزيمة والخذلان.. وهذا ما يشير إليه :
قوله تعالى :« إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ ».
« إن » هنا نافية، بمعنى (ما). أي ما كلّ هؤلاء إلا كذّب الرسل، « فحق عقاب » فوجب عليه عقاب اللّه الراصد له..
وفى إسناد التكذيب بالرسل جميعا، إليهم فى مقام واحد ـ إشارة إلى أمرين :


الصفحة التالية
Icon