ج ١٢، ص : ١١٠١
يذكر غير اللّه، ولا يلتفت إلى غير الرسالة التي فى يديه، يحوطها، ويرعاها، ويحتمل الضر والأذى فى سبيلها..
قوله تعالى :« وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ ».
وهؤلاء ثلاثة آخرون من أنبياء اللّه، هم على شاكلة إبراهيم وإسحق ويعقوب.. أنبياء لم يكن لهم مع النبوة ملك أو سلطان.. فهم « من الأخيار » كما أن إبراهيم وإسحق ويعقوب من (الأخيار)..
وليس يعنى هذا أن داود وسليمان وأيوب، لا يدخلون فى هذا الوصف الجليل.. وكلّا.. فهم أنبياء للّه قبل أن يكونوا ملوكا.. ولكن الخيرية درجات..
وأنبياء اللّه فى مقامهم العظيم، هم درجات أيضا.. « تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ » (٢٥٣ : البقرة).
واليسع : هو إلياس، وهو الياسين..
وذو الكفل : هو ـ واللّه أعلم ـ زكريا عليه السلام، لأنه هو الذي كفل مريم، كما يقول اللّه تعالى :« وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا » (٣٧ : آل عمران)..
قوله تعالى :« هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ».
الإشارة هنا إلى ما ذكر من حديث عن هؤلاء الأنبياء ـ صلوات اللّه وسلامه عليهم ـ وفى الحديث، ذكر وموعظة، لمن يتذكر ويتعظ، فيكون بهذا من المؤمنين المتقين..