ج ١٢، ص : ١١٠٩
ولكنكم لا تصدقون أنى رسول اللّه، وأنى أتلقى ما يوحى به إلىّ من آياته وكلماته..
أنتم لا تصدّقون هذا، وتستكثرون فضل اللّه علىّ، أو تستكثرون أن يتصل اللّه ببشر..
فإذا كان هذا ظنكم بربكم، وهذا رأيكم فىّ.. فما قولكم فى هذه الأخبار السماوية، وتلك الأحداث التي وقعت فى العالم العلوي غير المنظور أو المسموع ـ ما قولكم فى هذه الأخبار التي تحدثكم بها آيات اللّه وكلماته ؟ أهي من عندى أيضا ؟ إنه « ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ ».
. فأنا معكم على هذه الأرض.. وهل لمن كان من عالم الأرض أن يتصل بالعالم العلوي، ويعلم ما يدور هناك، إلا إذا كان موصولا بهذا العالم، مدعوّا إليه من ربه ؟.
والذي يختصم فيه الملأ الأعلى، هو ما ستعرضه الآيات التالية، من موقف الملائكة، وإبليس من خلق آدم، ومن أمر اللّه سبحانه، بالسجود له..
قوله تعالى :« إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ».
فهذا الذي أحدثكم به، أو تحدثكم به آيات اللّه عن الملأ الأعلى، هو وحي من عند اللّه، وما أنا إلا بشر مثلكم، وما « يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ».
. لا شىء أكثر من هذا.. إنى أبلّغ ما يوحى إلىّ به، لا أدخل عليه بشىء من عندى..


الصفحة التالية
Icon