ج ١٢، ص : ١١١٦
الكواكب والنجوم ؟ وإمعان النظر فى القرآن يكشف للناظر عن أنه نور إلهى، لا ينكسر ضوؤه، ولا تغرب شمسه أبدا.. وإذن فهو نور من اللّه.. « تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ».
قوله تعالى :« إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ » أي قد نزل إليك أيها النبي هذا الكتاب من ربك شائبة بالحقّ.. الذي لا يعلق به باطل.. فهو يحمل إليك الحق خالصا من كل شائبة، فمن نظر فى آياته، وتدبر فى كلماته، عرف طريق الحق واضحا مشرقا.. وإذ كان ذلك هو ما عرفت من آيات اللّه وكلماته من حق، فاعبد اللّه على هذه المعرفة، عبادة خالصة، تملأ القلب، وتملك المشاعر، وتستولى على الوجدان.. فلا ترى غير اللّه الحق..
وإذ كان اللّه سبحانه، هو الحق، وما سواه ـ بالإضافة إليه ـ باطل، فكل ولاء لغيره، باطل، وكل تعبّد لسواه، ضلال.. فالعبودية الخالصة له وحده سبحانه وتعالى..
قوله تعالى :«وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى.. إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.. إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ »..
أي وأما الذين لم يخلصوا عبوديتهم للّه لم يجعلوا ولاءهم خالصا له. واتخذوا من دونه أولياء، قائلين : ما نعبدهم إلا لنتقرب بهم إلى اللّه، ونزلف بهم إلى مرضاته ـ هؤلاء سيحكم اللّه بينهم يوم القيامة، فيما هم فيه يختلفون من أمر اللّه،