ج ١٢، ص : ١١٣٢
اللّه، وامتثالا لأمره، يسلم إليه وجوده، وتخلص له ولاءه.. وأنه ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ القدوة للمسلمين فى طاعة ربه، وفى اتقاء حرماته، وأنه ـ وهو سلطان المؤمنين ـ أكثر المؤمنين عبادة للّه، واجتهادا فى عبادته، واتقاء لحرماته، وخوفا من عقابه.. إنه عبد من عباد اللّه. وأفضل عباد اللّه، وأكرمهم عنده، وأقربهم إليه، من كان أعرفهم به، وأكثرهم طاعة وولاء له.. فمن أراد من المؤمنين أن يكون أقرب إلى اللّه، فليكن فى طاعة للّه، فإنه كلما ازداد طاعة ازداد قربا..
قوله تعالى :«قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ » وشأن عباد اللّه فى طاعته، شأنهم فى معصيته.. فكما أنه من ازداد طاعة للّه، ازداد قربا منه، كذلك من أقام أمره مع اللّه على معصيته، والخروج عن أمره، والاجتراء على محارمه ـ كلما ازداد معصية للّه، ازداد بعدا عنه، وتعرضا لسخطه وعذابه.. حتى الأنبياء، وحتى سيد الأنبياء، رسول اللّه ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ إنه لو عصى اللّه ـ وحاشاه ـ فهو محاسب بهذا الحساب..
وهكذا شريعة اللّه.. وهكذا عدل اللّه :« لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى » (٣١ : النجم) قوله تعالى :« قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي.. فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ » هذا هو حال النبي ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ مع ربه.. إنه على العبادة الخالصة للّه، لا يلتفت إلى غيره. ولا يدين لسواه. أما أنتم أيها