ج ١٢، ص : ١١٤٢
والحطام : القطع المحطمة من كلّ شىء قابل للكسر.. مثل حطام الآنية، أو قطع الخشب ونحوها، وهذا ما يكون من النبات بعد أن يجفّ وييبس.
وقوله تعالى :« إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ ».
. إشارة إلى أن هذه المشاهد التي تعرضها الآية الكريمة لقدرة اللّه، لا يراها، ولا يذكر ما فيها من دلالات دالة على تلك القدرة، إلّا أصحاب العقول السليمة، التي لم يغطّ عليها الجهل والضلال..
قوله تعالى :«أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ.. فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ. فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ».
جواب الشرط (من) محذوف دل عليه المقام، وتقديره : أيستوى من شرح اللّه صدره للإسلام، فأشرقت نفسه بنور الحق، واستبان له الطريق إلى اللّه، ومن ختم اللّه على قلبه، فلم يقبل ما ساق اللّه إليه من نور، فضلّ سواء السبيل ؟ وهذا مثل قوله تعالى :« أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ » (١٤ : محمد).
قوله تعالى :« فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ».
. تهديد ووعيد لهؤلاء المشركين الضالين، الذين إذا ذكرّوا بآيات ربّهم اشمأزّوا ونفروا..
وهذا هو بعض السر فى تعدية اسم الفاعل « قاسية » بحرف الجرّ (من) وذلك لتضمنه معنى (نافرة)، أي فويل للنافرة قلوبهم من ذكر اللّه.. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى :« وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ » :
(٤٥ : الزمر)..