ج ١٢، ص : ١١٤٥
اللّه، وامتدّ جلوسهم فى حضرتها، أخذ هذا الخوف وتلك الراهبة يزايلانهم شيئا، شيئا، حيث تعلوهم السكينة وتظللهم الطمأنينة ويغشاهم الأنس، فتسكن قلوبهم الواجفة، وتهدأ أوصالهم الراجفة، وإذا جلودهم التي علتها أمواج القشعريرة، وشدّتها رعدة الخوف، قد استرخت ولانت! وفى تعدية الفعل « تلين » بحرف الجرّ إلى ـ إشارة إلى تضمين الفعل معنى الميل، بمعنى أن قلوبهم تميل وتهفوا إلى مواصلة الحياة مع كتاب اللّه..
وقوله تعالى :« ذلِكَ هُدَى اللَّهِ » الإشارة إلى القرآن الكريم، وأنه هدى اللّه، الذي أنزله على رسوله، ليكون هدى للعالمين..
وقوله تعالى :« يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ ».
. أي أن هذا الهدى لا يهتدى به إلّا من وفّقه اللّه، وشرح صدره للإيمان..
وقوله تعالى :« وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ ».
. أي أمّا من أضلّه اللّه وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة ـ فلن يهتدى أبدا، ولن تجدى معه الحجج التي تساق إليه.. « مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً » (١٧ : الكهف) قوله تعالى :« أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ.. وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ».
أي أفمن يلقى فى جهنم فيتقيها بوجهه، كمن عافاه اللّه من هذا البلاء، وقيل له ادخل ؟ الجنة كلّا.. « لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ.. أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ » (٢٠ : الحشر).
وقوله تعالى :« وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ » معطوف على