ج ١٢، ص : ١١٧١
أي نفرت، وجزعت، وهلعت.. وإذا ذكرت آلهتهم، وما لها من شفاعة عند اللّه، فرحوا واستبشروا..
وفى قوله تعالى :« الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ » ـ إشارة إلى أن الإيمان بالآخرة، لا يكون إلا بعد الإيمان باللّه.. فالإيمان بالآخرة، إيمان بها وباللّه.. وقد يكون إيمان باللّه وكفر بالآخرة، كما كان عليه إيمان المشركين..
فهم يعرفون اللّه، ويؤمنون بأن على هذا الوجود إلها واحدا.. ولكنهم يتخذون معه آلهة أخرى، هى ـ عندهم ـ دون اللّه جلالا وقدرا.. إنها قربان يتقربون بها إلى اللّه.. ثم هم لا يؤمنون بالآخرة، إذ يستبعدون أن يحيى اللّه الناس بعد أن يصيروا ترابا.. وهذا قصور فى فهمهم، لجلال اللّه وقدرته..
قوله تعالى :« قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ».
هو دعوة للنبى ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ أن يعلن الناس بهذه الحقيقة، وهى أن اللّه سبحانه، هو فاطر السموات والأرض، أي خالقهما ابتداء على غير مثال سبق..
وأنه سبحانه عالم الغيب والشهادة، أي ما غاب عنّا، وما ظهر لنا..
وهو سبحانه الذي يحكم بين عباده فيما اختلفوا فيه من الحق، فيحقّ ـ سبحانه ـ الحق ويبطل الباطل.. « لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ».