ج ١٢، ص : ١١٨٦
ورضوان، أم كان فى حال بلاء، ونكد، وشقاء! وقوله تعالى :« أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ ».
. استفهام يراد به الخبر على جهة التقرير والتوكيد.. أي إن فى جهنم مأوى ومنزلا لكل متكّبر كافر باللّه..
قوله تعالى :« وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » المفازة : الطريق المخوف، الذي يجتازه المنتقل من مكان إلى مكان، وسمّى مفازة على سبيل التفاؤل، كما يقال للملدوغ. السليم.
ويذهب المفسّرون إلى أن « بمفازتهم » جار ومجرور متعلق بالفعل « ينجّى » على تقدير أن المفازة بمعنى الفوز، والباء للسببية.. أي بسبب فوزهم..
ويكون المعنى : وينجى اللّه الذين اتقوا بهذا الفوز الذي حصلوا عليه فى الآخرة..
والرأى عندنا ـ واللّه أعلم ـ أن متعلق الجار والمجرور هوقوله تعالى :« وينجى » ولكن وتبقى المفازة على معناها الذي صار حقيقة لغوية عليها، والباء للملابسة.. ويكون المعنى : وينجى اللّه الذين اتقوا وهم ملتبسون بهذه المفازة، سائرون فى هذا الطريق المحفوف بالمخاطر « لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ » حيث تحرسهم عناية اللّه، وتحفّ بهم ألطافه.. « وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » على فائت فاتهم من أمر الدنيا..
ويجوز كذلك ـ واللّه أعلم ـ أن يتعلق الجار والمجرور ب قوله تعالى :« لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ » ويكون المعنى : وينجى اللّه الذين اتقوا، لا يمسهم السوء وهم بمفازتهم التي يجتازونها إلى موقف الحساب والجزاء، ولا هم يحزنون


الصفحة التالية
Icon