ج ١٢، ص : ١٢٠٤
أيضا :« إذا وقعت فى آل حم فقد وقعت فى روضات أتانّق فيهن ».
قوله تعالى :« تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ » أي منزّل الكتاب، ومصدره، هو من اللّه العزيز العليم.. وكتاب يكون إلى اللّه نسبته، هو ما هو فى رفعة الشأن، وعلوّ المقام.. إنه كلام اللّه، وكلام اللّه صفة من صفاته..
وفى وصف اللّه بالعزة والعلم، إشارة إلى بسطة سلطانه على الوجود، وتمكّنه من كل موجود، مع إحاطة علمه بكل شىء، فيعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
وفى الجمع بين العزة والعلم هنا، والجمع بين العزة والحكمة فى سورة الزمر ـ مراعاة للمقام هنا، وهناك..
ففى سورة « الزمر » ناسبت الحكمة دعوة النبي إلى التمسك بهذا الكتاب الحكيم، والاهتداء بهديه، وعبادة اللّه على ضوئه..
وهنا، ناسب العلم دعوة الناس إلى التوبة، والإقبال على اللّه بنية خالصة..
لأن اللّه يعلم ما تكن السرائر، وما تخفى الصدور..
قوله تعالى :« غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ » هو عرض لبعض صفات اللّه سبحانه وتعالى، إلى ما عرض فى الآية السابقة.. فمن صفاته سبحانه أنه « غافر الذنب » يغفر للمذنبين، الذين يدرءون بالحسنة، ذبوبهم، كما يقول سبحانه :« إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ » (١١٤ : هود)