ج ١٢، ص : ١٢١٩
التفسير :
قوله تعالى :«أَ وَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ ».
أي ما شأن هؤلاء المشركين، وكيف يقفون هذا الموقف العنادىّ الذي هم فيه مع النبي ؟ ألم يعلموا ما أخذ اللّه به الظالمين قبلهم ؟ وأ لم يسيروا فى الأرض، وينظروا كيف كانت عاقبة هؤلاء الظالمين، وكيف نزل بهم بلاء اللّه، وقد كانوا أقوى قوة من هؤلاء المشركين، وأكثر أثاثا ورئيا، وأعز سلطانا ونفرا ؟
والآثار فى الأرض : التأثير فيها بالعمل فى وجوه العمران.. فيكون ذلك آثارا باقية بعدهم.. والواقي : المدافع، والحامى قوله تعالى :« ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ » « ذلك » ـ إشارة إلى هذا البلاء المهلك، الذي أخذ اللّه به الظالمين، وأنه بسبب أنهم كانت تأتيهم رسلهم « بالبينات » أي بالآيات البينة المعجزة، فكذبوا بهذه الآيات، وكفروا باللّه ـ فكان هذا الهلاك جزاء لهم على كفرهم..


الصفحة التالية
Icon