ج ١٢، ص : ١٢٦٧
التفسير :
قوله تعالى :« أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ »..
بعد هذا الاستعراض الرائع لقدرة اللّه، وآثاره فى خلقه، لا يزال هناك كثير من أهل الضلال، يقفون من هذه الآيات موقف العناد والتكذيب..
فإلى أين يصرفون عن هذا الحق الذي بين أيديهم ؟ وماذا بعد الحق إلا الضلال ؟..
وفى تعدية الفعل « يجادلون » بحرف الجر « فى » إشارة إلى أنهم يجادلون بغير علم، لجاجة وسفها وتطاولا.. ولهذا ضمن الفعل معنى الخوض.
قوله تعالى :« الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ».
هو بيان يكشف عن الذين يجادلون فى آيات اللّه.. إنهم هم هؤلاء الذين كذبوا بهذا الكتاب، أي القرآن الكريم، وهم هؤلاء الذين كذبوا من قبلهم بما أرسل اللّه به الرسل من آيات ومعجزات.. فهؤلاء الذين يجادلون فى القرآن الكريم، هم وأولئك الذين سبقوهم من المكذبين، الذين جادلوا فى آيات اللّه التي جاءهم بها رسل اللّه ـ هؤلاء وأولئك جميعا سوف يعلمون ما ينتظرهم من بأس اللّه وعذابه، وسوف يرون ما أنذرهم به رسلهم من عذاب، فلم تغنهم النذر!.


الصفحة التالية
Icon