ج ١٢، ص : ١٢٦٩
لهم أن ما كانوا يدعونه من دون اللّه، باطل، وضلال، يقولون :« لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً » أي شيئا يعتدّ به، ويستند عليه.. تلك هى حال المشركين الذين سبقوا هؤلاء المكذبين من قريش، وهذا ما سئلوا عنه، وذلك هو جوابهم.. فماذا يكون جواب هؤلاء المكذبين المشركين من قريش حين يسألون هذا السؤال ؟ أيجدون ما يقولون غير هذا القول ؟
وهل يرون لمعبوداتهم وجها يوم الحساب ؟ وإذا رأوا لهم وجها فهل يغنون عنهم من عذاب اللّه من شى ء ؟.
وقوله تعالى :« كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ » أي كما أضل اللّه المكذبين برسل اللّه، كذلك يضل اللّه هؤلاء المشركين الذين يكذبون رسول اللّه..
لأنهم جميعا ظالمون كافرون، إذ خرجوا عن سنن العدل والإنصاف بإنكارهم الصبح المبين، وتكذيبهم الحق الواضح..
قوله تعالى :« ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ »..
أي ذلكم الذي أنتم فيه من بلاء وعذاب فى الآخرة، هو بسبب ما كنتم عليه فى الدنيا، من غرور، بما ملكتم فيها، وزهو وعجب بما بين أيديكم من زخرفها ومتاعها، فصرفكم ذلك عن أن تنظروا إلى ما وراء يومكم الذي أنتم فيه، فقطعتم حياتكم فى فرح ومرح، ولهو وعبث..
وفى قوله تعالى :« بِغَيْرِ الْحَقِّ » إشارة إلى أن الفرح المذموم، هو الفرح الذي ينبع من استرضاء عواطف خسيسة، وإشباع شهوات بهيمية، كما يقول اللّه تعالى :« فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا


الصفحة التالية
Icon