ج ١٢، ص : ١٢٨٢
ونذير للكافرين والضالين والمكذبين، نذير لهم بسخط اللّه، والخلود فى نار الجحيم..
وقوله تعالى :« فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ »..
بيان لما تكشّفت عنه الحال من أمر هؤلاء الذين أنزل اللّه سبحانه عليهم هذه الرحمة، ومدّ مائدتها بين أيديهم.. « فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ » عنها، وأبى أن يمد يده إليها.. « فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ » إذ قد أصموا آذانهم عن دعوة الداعي، فلم يلتفتوا إلى ما يدعون إليه من خير، وما يمدّ لهم من إحسان..
قوله تعالى :« وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ، وَفِي آذانِنا وَقْرٌ، وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ، فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ ».
الأكنّة : جمع كن، وهو ما يستكنّ فيه ويستتر عن الأعين، والوقر : الصمم.
ومن ضلال هؤلاء الضالين المعرضين عن دعوة الخير التي يدعوهم هذا القرآن إليها، على لسان النبي الكريم ـ أنهم أحكموا إغلاق الطرق والنوافذ، بينهم وبين هذا الرسول، فلم يدعوا منفذا تنفذ منه كلماته إليهم..
ولقد أحكموا إغلاق قلوبهم حتى إذا سمعت آذانهم شيئا من هذا القرآن ـ عرضا من غير قصد ـ لم تنفذ إلى قلوبهم، التي هى موطن الوعى


الصفحة التالية
Icon