ج ١٢، ص : ١٢٩٦
التفسير :
قوله تعالى :« فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ ».
أي فإن أعرض هؤلاء المشركون، بعد أن عرضت عليهم هذه الآيات، ونصبت لهم تلك المعالم الدالة على قدرة اللّه، وعلى تفرده ـ سبحانه ـ بالملك والسلطان ـ إن أعرضوا فقل لهم منذرا : إنى أتوعدكم بعذاب اللّه، وأن يحلّ بكم ما حل بعاد وثمود من قبلكم، وقد رماهم اللّه بالصواعق فأهلكوا، فلم تبق منهم باقية.
روى أن قريشا ـ وقد ضاقت بالنبي، وبدعوته ـ جاءت إلى النبي تعده وتمنّيه، وتعرض عليه ما قدّرت أنه يطلبه من هذه الدعوة القائم عليها، من مال وسلطان، فانتدبت لذلك عتبة بن ربيعة، فجاء عتبة إلى النبي، يقول له : إنك قد أحدثت فى قومك ما ترى من فرقة وشقاق، فإن كنت تطلب مالا جمعنا لك من أموالنا ما تشاء حتى تكون أكثر