ج ١٢، ص : ٩٦٥
لا شك، ولكنه نصر محسوب بحسابها، مقدور بقدرها..
قوله تعالى :« وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ » ـ معطوف على قوله تعالى زينا، أي زيناها بالكواكب وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد.
والمارد، والمريد، هو المجرد من كل خير.. وشجرة مرداء، لا ورق ولا ثمر عليها..
قوله تعالى :« لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ ».
أي إن هؤلاء الشياطين المردة، وقد حفظت السماء من أن يقربوا منها، أو يطوفوا بها ـ لا يستطيعون أن يصغوا إلى الملأ الأعلى، وما يجرى فيه، فإذا حاولوا ذلك قذفوا من كل جانب بالشهب، ورموا من كل مكان بالرجوم، فيرجعون مدحورين مقهورين، لم يحصلوا على شىء.. « وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ » أي خالص وتام، كما فى قوله تعالى :« وَلَهُ الدِّينُ واصِباً » (٢٥ : النحل).
قوله تعالى :« إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ » ـ هو استثناء من الفاعل فى قوله تعالى « لا يَسَّمَّعُونَ ».
. أي إن هؤلاء الشياطين لا يسمعون إلى الملأ الأعلى إلا خطفا من بعضهم، ممن يلقى بنفسه منهم فى سبيل ذلك إلى التهلكة، حيث يرمى بشهاب راصد لكل من حام حول هذا الحمى..