ج ١٢، ص : ٩٦٩
لا يؤمنون باللّه، ولا يستمعون لرسوله.. فكيف يستفتيهم ؟ وكيف يتلقّى كلمة الحق منهم، وهم لم يقولوا الحق أبدا ؟.
وعجب النبىّ ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ ليس إنكارا ـ وحاشاه ـ لأمر ربه، وإنما هى مشاعر تقع فى نفسه ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ من هذا الموقف الذي يلقى فيه المشركين مستفتيا.. إنه أمر عجيب.. ولكنه أمر اللّه!..
ـ وقوله تعالى :« ويسخرون ».
. هو معطوف على قوله تعالى :« عجبت ».
فقد كان من النبي ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ من هذا الموقف، عجب، وكان من المشركين سخرية!! إن هؤلاء الضالين، وقد دعوا إلى أن يجلسوا مجلس الفتيا، وهم ليسوا أهلا لها، حتى لقد عجب النبىّ من أن يدعى المشركون إلى هذا المقام ـ هؤلاء الضالون لم يقبلوا هذه الكرامة، وأبوا إلا أن يكونوا فى ملعب الصبيان يصخبون، ويسخرون! ـ وقوله تعالى :« وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ » معطوف على قوله تعالى « ويسخرون » أي ومن صفات المشركين وأحوالهم، أنهم إذا جاءهم من يذكرهم بما هم فيه من ضلال، لا يتذكرون، ولا يقبلون نصحا..
ـ وقوله تعالى :« وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ » ومن صفاتهم كذلك أنهم إذا رأوا آية من آيات اللّه الكونية، أو سمعوا آية من آياته القرآنية، « يستسخرون » أي يبالغون فى السخرية، ويستكثرون منها، ويجتمعون جماعات على مجالسها..
وفى قوله تعالى :« وَإِذا رَأَوْا آيَةً » ـ إشارة إلى تلك الآيات التي عرضتها


الصفحة التالية
Icon