ج ١٢، ص : ٩٧١
كلّه ـ وقد صارت ترابا، وعظاما ؟ أيقوم منها هذا الإنسان إلى الحياة مرة أخرى ؟.
وقوله تعالى :« أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ » ! أي وهل إذا صحّ ـ فرضا ـ أن يبعث الموتى الذين ماتوا من إخوانهم، أو أبنائهم، أو آبائهم الأقربين، أيصح ـ ولو فرضا ـ أن يبعث آباؤهم الأولون الذين ماتوا منذ مئات السنين ؟ أهذا مما يعقل ؟.
قوله تعالى :« قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ »..
هو جواب على أسئلتهم تلك المكذبة، المنكرة..
إنه تحدّ لهذا الإنكار، وإهدار له.. ولهذا كان الجواب « نعم » وكأنه جواب عن سؤال يريد به صاحبه أن يعرف الحقيقة، وينشد المعرفة..
وقوله تعالى :« وَأَنْتُمْ داخِرُونَ » جملة حالية من نائب فاعل فعل محذوف، تقديره : نعم، تبعثون.. « وَأَنْتُمْ داخِرُونَ » أي صاغرون، مقهورون، لا تملكون من أمركم شيئا..
قوله تعالى :« فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ ».
الزجرة : الصيحة المفزعة.. وهى صوت البعث الذي يفزع له أهل الكفر والشرك، الذين كانوا ينكرون البعث.
وقوله تعالى :« فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ ».
. إذا للمفاجأة، وهى تدل على وقوع الحدث فجأة وعلى غير انتظار وتوقّع له.


الصفحة التالية
Icon