ج ١٣، ص : ١٠٠
وقوله تعالى :« صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ » هو بدل من « صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » ـ أي أن هذا الصراط المستقيم الذي يهدى إليه الرسول من شاء اللّه سبحانه وتعالى لهم الهداية من عباده ـ هذا الصراط، هو صراط اللّه، ودينه القويم، الذي رضيه لعباده، كما يقول سبحانه :
«وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ » (١٥٣ الأنعام) وقوله تعالى :« أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ » تعقيب على ما تقرر فى قوله تعالى :« الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ » وهو أنه سبحانه ـ بما له من سلطان مطلق فى هذا الوجود كله، فى أرضه وسمائه ـ يردّ إليه كل أمر، ويرجع إليه كل شىء.. فلا يقع أمر إلا يإذنه، وعلمه وتقديره. « أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ».