ج ١٣، ص : ١٣٩
وهذا هود ـ عليه السلام ـ يقول لقومه :« يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ » (٥٠ : هود).
وصالح ـ عليه السلام ـ يقول لقومه :« يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ » (٦١ : هود)..
وإبراهيم ـ عليه السلام ـ يقول لأبيه وقومه :« ما ذا تَعْبُدُونَ ؟ أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ » (٨٥ ٨٦ : الصافات).
وشعيب ـ عليه السلام ـ يهتف بقومه :« يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ » (٨٤ : هود).
وهكذا كانت دعوة الرسل إلى أقوامهم، تدور كلها حول تصحيح معتقدهم فى اللّه، وإقامة وجوههم إلى اللّه وحده لا شريك له..
وفى نظر الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى أخبار الرسل مع أقوامهم يجد أن دعوتهم قائمة على توحيد اللّه، وتحرير العقول من ضلالات الشرك به.
وكأنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ بهذا، قد سأل الرسل، وتلقى الجواب منهم.
وليس الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فى حاجة إلى أن يسأل عن أمر هو عالم به، ولكن هذا السؤال منه، هو دعوة إلى هؤلاء المشركين أن يشاركوا فى هذا السؤال، وأن يتلقوا الجواب عليه، حتى يكون لهم من ذلك علم يصححون به معتقداتهم الفاسدة، التي جاء رسول اللّه ـ عليه الصلاة السلام ـ لعلاج ما بها من أدواء، كما جاء رسل اللّه جميعا بدواء تلك الأدواء.
الآيات :(٤٦ ـ ٥٦) [سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٤٦ إلى ٥٦]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٦) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ (٤٧) وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤٨) وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (٤٩) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠)
وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (٥١) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (٥٢) فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (٥٣) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٥٤) فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٥)
فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ (٥٦)


الصفحة التالية
Icon