ج ١٣، ص : ١٩٦
ومن معه يرون فى العصا واليد سلطانا.. فلما سألوا موسى أن يريهم هذا السلطان ـ ألقى عصاه، ونزع يده.. فكانتا آيتين من آيات اللّه!! قوله تعالى :«وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ » هو أيضا من مقول القول من موسى إلى فرعون وملائه. يقول لهم.. إنى مستعيذ باللّه، ومستجير بربي وربكم أن تأخذكم العزة بالإثم، فتمتد أيديكم إلىّ بالأذى، أو أن تتطاول علىّ ألسنتكم بالفحش من القول، فترجمونى بقوارص الكلم، وبذيئه..
فالمراد بالرجم هنا، القذف بالكلمات البذيئة، من غير حساب..
وفى قوله :« وَرَبِّكُمْ » مع أنهم لا يعترفون بربّ موسى ربّا لهم ـ إلزام لهم بالاعتراف برب موسى، وإن لم يقبلوه ربّا لهم.. فذلك هو الحق الذي يقال، سواء قبله القوم أم رفضوه..
وقوله تعالى :« وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ » أي وإن لم تصدقونى، وتسلّموا بما جئتكم به، ودعوتكم إليه، فليكن الأمر بينى وبينكم على ما كان عليه من قبل، وهو أن تكفّوا عنى، وتدعونى وشأنى، بعد أن بلغتكم رسالة ربى..
قوله تعالى :« فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ».