ج ١٣، ص : ٢٦١
آيات اللّه وكلماته كان له من نظره فى آيات اللّه الكونية، ما يفتح له الطريق إلى اللّه.. أما من أغمض عينيه عن آيات اللّه الكونية، وأصم أذنيه، عن آيات اللّه القرآنية فهيهات أن تنفذ إلى قلبه شعاعة من هدى، أو قبسة من نور..
قوله تعالى :« قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ »..
المراد بالاستفهام فى قوله تعالى :« قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ؟ » هو إلفات المشركين إلى هؤلاء المعبودين الذين يعبدونهم من دون اللّه، وإعادة النظر إليهم، نظرا فاحصا محقّقا، وذلك ليجيبوا على ما يسألون عنه فى شأن هؤلاء المعبودين.. وفى هذا إشارة إلى أن هؤلاء المشركين، كانوا فى غفلة عن معبوداتهم تلك، وأنهم إنما يعبدونها عن تقليد، بلا وعى أو تفكير.. ولهذا طلب إليهم أن يعيدوا النظر فى معبوداتهم تلك، وأن يتحققوا من صفاتها، وما تملك بين أيديها من قوّى..
وقوله تعالى :« أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ »..
هو السؤال الذي يطلب إلى المشركين الإجابة عليه، بعد أن استعدوا لهذا الامتحان، بالنظر إلى معبوداتهم، والكشف عن حقيقتها..
والسؤال هو :« ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ » ؟ أي ماذا لهؤلاء المعبودين من مخلوقات فى الأرض ؟ وأىّ شىء خلقوه منها ؟ « أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ ؟ » إنه لا شىء لهم فيما على هذه الأرض من مخلوقات، كبر شأنها أم


الصفحة التالية
Icon