ج ١٣، ص : ٤٣٤
تنفردون به دون أمر اللّه ورسوله، فلا تقطعوا أيها المؤمنون أمرا يقوم على خلاف ما أمر به اللّه ورسوله.
وقوله تعالى :« وَاتَّقُوا اللَّهَ » أي استقيموا على تقوى اللّه، بطاعته وطاعة رسوله، وامتثال أمره، ومتابعة رسوله..
وقوله تعالى :« إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » أي يسمع ما تقولون، ويعلم ما لا تقولون مما تخفونه فى صدوركم.. فيجازيكم بما كان منكم من حسن أو سوء..
قوله تعالى :« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ».
هو من تمام أدب المؤمنين مع رسول اللّه، الذي ينبغى أن يكون صوته أعلى الأصوات، وكلمته رائدة الكلمات وهاديتها.. ورفع الصوت بين يدى النبي، فيه استخفاف، وفيه تجرد من مشاعر الهيبة والإكبار، وجفاف من عواطف الحب والولاء.. فالكلمات التي تصدر فى مقام الجلال والإكبار، كلمات ضامرة ضاوية، أمام ما يروعها من هيبة وجلال.. والكلمات التي تخرج من أفواه المحبين كلمات مستحيية ضارعة بين يدى من يحبّون..
والمسلمون فى حضرة النبي الكريم، يشهدون أروع آيات العظمة والجلال، وحديثهم إليه، إنما هو حديث يفيض من قلوب ملكها الحب، وخالط شغافها..
وإنه لا يجتمع مع هذا أن يرتفع صوت من مؤمن فى حضرة الرسول، فإن ارتفع فلن يكون إلا دون صوت النبي..
وقوله تعالى :« وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ ».
المراد بالقول هنا، ما يكون بين الأصدقاء والإخوان من معاتبات تنحلّ