ج ١٣، ص : ٤٤٠
التفسير :
فى هذه الآية استكمال للأدب الذي تحكم به الروابط التي ينبغى أن تقوم بين أفراد المجتمع الإسلامى، بعد أن بيّنت الآيات السابقة الأدب الذي ينبغى أن يتأدب به المسلمون فى حضرة النبي الكريم..
وقوله تعالى :« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ »..
النبأ : الخبر ذو الشأن، وأصله من النبوّ وهو الظهور، والخروج عن المألوف..
قيل إن هذه الآية نزلت فى شأن الوليد بن عقبة، وقد بعثه النبىّ إلى بنى المصطلق، ليجمع مال الصدقة منهم.. فلما أشرف عليهم.. وكانوا قد علموا بمقدم مبعوث رسول اللّه إليهم خرجوا للقائه، ظنّ أنّهم إنما يريدون به شرّا، فقفل راجعا، وأخبر النبىّ والمسلمين أن القوم قد منعوا الزكاة، وأنهم همّوا بقتله، فأعدّ النبىّ العدة لقتالهم، وقبل أن يسير النبىّ بالمسلمين إليهم جاءه وفدهم يكذّب ما كان من مقولة الوليد بن عقبة فيهم، وأنهم على الإسلام، يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة.. فنزلت هذه الآية مصدقة لهم..
وأيّا كان سبب النزول، فإن الآية عامة مطلقة، تحذّر المسلمين من الأنباء الكاذبة التي يرجف بها المرجفون، ليشيعوا فى المسلمين قالة السوء، وليوغروا بها صدورهم على أهل الإيمان والسلامة فيهم، وأن هذا من شأنه لو وقع موقع